عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد قمت في يوم الاثنين الموافق 27/ 12/ 1422هـ بعد صلاة العشاء بزيارة إلى جامع شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- وابتداءً من إدارة الجامع، حيث استقبلنا الشيخ فهد حسن الغراب -إمام الجامع- وشرح لنا مناشطَ الجامع، وكيف أن بدايتها كانت بكلمات أسبوعية، ثم محاضرات فدروس منتظمة، إلى أن وصل إلى الدورات العلمية المكثفة المعروفة داخل البلاد وخارجها، وقد أقام إلى الآن ثماني دورات علمية، دُرِّسَ فيها متونُ علمٍ عظيمة، شَرَحَها مشايخُ فضلاء وعلماء أجلاء، شُهد لهم بالعلم والفضل.

وأطلعنا على مناشط أخرى لمسابقة حفظ المتون وكذلك المعرض الدائم لوسائل الدعوة، وأيضا المكتبة العامرة بالجامع مكتبة ابن القيم -رحمه الله-.

وقد ألفيناها مكتبة قيِّمة نافعة جامعة، ظهر جليًّا الجهد الكبير المبذول فيها، من ناحية إعدادها وتزويدها بالكتب والمراجع النافعة والمهمة، ومن ناحية تهيئة الجو العلمي الهادئ للباحث، ومن ناحية الاستفادة من التقنيات الحديثة للحاسب الآلي، ومن ناحية التقسيم الجيد والترتيب للكتب وفهرستها.

وأيضا أطلعنا على نشاطِ آخر وهو الاستفادة من تقنية شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت" في بث العلم من خلال تسجيل الدورات السابقة، وعرضها ونقل الدروس التي تُقام في الجامع حية إلى أنحاء العالم.

وحقيقة أننا رأينا ما أثلج صدورنا من إعداد وتنظيم وشباب قاموا على هذا العمل الضخم، ونحسبهم -والله حسيبهم- مخلصين صادقين.

ثم إن هذا العمل من أعظم الأعمال وأجلها وأنفع القربات عند الله، وهو نوع جهاد لما يتطلبه من الصبر والمصابرة وبذل المال والوقت وجهد البدن، وكل ذلك -بإذن الله- مخلوفٌ مدخر عند من أحصى مثاقيل الذر، وهو -سبحانه- يقول: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، ويقول -سبحانه-: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ﴾، ويقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

وإنى إذ أشكر للإخوة القائمين على الجامع، وعلى رأسهم الشيخ/ فهد الغراب هذا الجهد المبذول لأحثهم على مواصلة السير في هذا المجال العلمي الدعوي النافع وأن لا يَكَلُّوا ولا يملّوا؛ فإنه طريق الخير والسعادة في الدارين، كما أني أُهيب ببقية إخواننا بالاستفادة من هذا الجهد الذي هو حقيق أن يكون مثالاً يحتذى في الخير، وكذلك التعاون مع الإخوة بالنصح والمشورة والدعم.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ورزق الله الجميع الفقه في الدين، والعمل بسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

أملاه الفقير إلى عفو ربه: المفتي العام للملكة العربية السعودية

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ