وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: « كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم: لا ومقلب القلوب »1 رواه البخاري.
نعم وهذا الحديث عن ابن عمر رضي الله عنه، هكذا كانت يمينه عليه ...: لا ومقلب القلوب. يعني أنه يحلف أو من يمينه لأن يمينه عليه الصلاة والسلام ثبت في الصحيحين أيمان كثيرة، يقال: كان يقول والذي نفسي بيده، وفي لفظ والذي نفس محمد بيده، كان يقسم بهذا، كما في صحيح البخاري. لا والذي نفسي بيده، والذي نفس محمد بيده، لا ومقلب القلوب، وما أشبه ذلك من الأيمان....
فهذه أيمان كثيرة نقلت عنه عليه الصلاة والسلام، وقول: لا ومقلب القلوب أيضا هذا قسم بالله، وهذا يبين أنه يقسم بالله عز وجل وبأسمائه وبصفاته، لا ومقلب القلوب. مقلبه هو الله عز وجل وتقليبها تقليب إيراداتها لا تقليب الذوات، المراد تقليب الإيرادات وصرفها عن شيء إلى شيء، والقلب يعرض له من وساوس الخير ووساوس الشر الشيء الكثير، لكن الموفق من كان قلبه يتصرف على محبة الله وعلى طاعته ويقول لا ومقلب القلوب، وهذا جاء كما تقدم في أخبار كثيرة في هذا المعنى، وهو تصريف، ولهذا في الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال: « إنه كان يسأل ربه اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك »2 المقصود من هذا نوع من أنواع القسم، ويبين أن القسم والحلف يكون بأسمائه وبصفاته سبحانه وتعالى.
1 : البخاري : الأيمان والنذور (6628) , والترمذي : النذور والأيمان (1540) , والنسائي : الأيمان والنذور (3761) , وأبو داود : الأيمان والنذور (3263) , وابن ماجه : الكفارات (2092) , وأحمد (2/68) , والدارمي : النذور والأيمان (2350). 2 : مسلم : القدر (2654) , وأحمد (2/168).
|