وعن أبي رافع رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس الرسل »1 رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان.
إنه حديث صحيح: « لا أخيس بالعهد »2 من خاس الشيء إذا فسد، خاس الطعام إذا فسد، « لا أخيس بالعهد »2 صلوات الله وسلامه « ولا أحبس الرسل »1 وفي اللفظ الآخر: « ولا أحبس البرد »3 جمع بريد وهم الرسل؛ لأن هذا من المصالح بين المسلمين والكفار.
أبو رافع رضي الله عنه لما أرسله كفار قريش إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فلما أرسلوه كان كافرا ثم وقع الإسلام في قلبه، فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام أحب الإسلام وأحب النبي عليه الصلاة والسلام، ثم قال له: لا أريد أن أرجع قال عليه الصلاة والسلام: « ارجع إليهم فإن كان في قلبك الذي في قلبك فارجع، فإني لا أخيس بالعهد ولا أحبس الرسل »4 صلوات الله وسلامه عليه.
وهكذا في حديث نعيم بن مسعود وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وعند أبي داود: لولا أن الرسل لا تقتل لقلتكما لأنهما أظهرا الردة والكفر والعياذ بالله.
فالرسل فيهم مصالح في بقائهم، ولهذا له الأمن، ولهذا الرسول إذا جاء بمجرد وجود الرسالة هي أمنه ولو لم يأمنه أحد، وهذا نوع من الأمان، فإذا جاءنا إنسان من الكفار الحربيين، وقد قال: أنا رسول، وأيش الدليل؟ قال: معي رسالة، إذا كان معه ما يثبت جعلنا له أمنا، ما معه شيء ما يشهد وما يثبت له ذلك، لم يأتِ بشهادة فالأصل أنه باقٍ على أنه حربي حتى يأتي بما يدل على أنه رسول ويكون له الأمن. نعم.
1 : أبو داود : الجهاد (2758) , وأحمد (6/8). 2 : سنن أبي داود : كتاب الجهاد (2758) , ومسند أحمد (6/8). 3 : سنن أبي داود : كتاب الجهاد (2758). 4 : أبو داود : الجهاد (2758) , وأحمد (6/8).
|